
تقدّر أجهزة الأمن الإسرائيلية أن جثة الضابط هدار غولدن، الذي قتل في رفح خلال عدوان عام 2014، ما زالت مدفونة في المنطقة ذاتها، داخل نفقٍ تتحصن فيه مجموعة من مقاتلي حركة حماس الذين تطالب الحركة بالسماح لهم بمغادرة المنطقة التي يسيطر عليها جيش الاحتلال.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
وبحسب تقارير بثّتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن "غولدن يُعتقد أنه محتجز داخل أحد الأنفاق في حي جنينة شرقي رفح، حيث يتحصن نحو 150 من عناصر حماس"، مشيرة إلى أن المعلومات أُجيز نشرها من قبل الرقابة العسكرية.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصادر أمنية قولها إن إسرائيل "تمتنع عن تنفيذ قصفٍ جوي أو تفجيرٍ أرضي للنفق المعني خشية أن يؤدي ذلك إلى استحالة استعادة جثة غولدن ودفنها في إسرائيل"، مضيفة أن الأجهزة الأمنية تعتبر أن "حماس قادرة على إعادة الجثة لكنها تمتنع عن ذلك".
ووفق ما نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصدر أمني، فإن التقديرات تشير إلى أن غولدن محتجز داخل شبكة الأنفاق نفسها التي يتحصن فيها "نحو مئتي مقاتل من حركة حماس في رفح".
وذكرت الصحيفة أن هؤلاء المقاتلين عالقون منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار داخل الأنفاق الواقعة تحت الأرض في منطقة تقع خلف "الخط الأصفر" وتخضع لسيطرة الجيش الإسرائيلي، ما يجعلهم فعليًا "محاصرين هناك".
الجيش الإسرائيلي ينفي التقارير حول موقع جثة غولدن
من جانبه، نفى الجيش الإسرائيلي صحة التقارير التي أفادت بأن جثة الضابط غولدن موجودة داخل أحد الأنفاق التي يتحصن فيها مقاتلو حركة حماس في رفح، وذلك في بيان صدر عنه في أعقاب التقارير الواسعة بهذا الشأن.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه "لا يملك أي معلومات تؤكد أن جثة هدار غولدن موجودة في النفق الذي يتواجد فيه عناصر حماس في منطقة رفح"، واصفًا ما نُشر بأنه "ادعاءات كاذبة تمس بعائلة غولدن".
وأضاف أن "الجيش يطلب من الجمهور الاعتماد فقط على البيانات الصادرة عن الجهات الرسمية وتجنّب نشر الشائعات التي تضر بعائلات الأسرى"، مشددا على أن "الجهود مستمرة لاستعادة جثث الأسرى المحتجزين في غزة".
وكانت حركة حماس قد أكدت أن الاتصالات مع عناصرها المتواجدين في رفح انقطعت قبل بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 11 تشرين الأول/ أكتوبر 2025، فيما طالبت، عبر الوسطاء، سلطات الاحتلال بالسماح بمرور آمن للمقاتلين نحو الجانب الآخر من "الخط الأصفر".
ويأتي ذلك في أعقاب تصريحات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، مساء الثلاثاء، التي قال فيها إنه "لن يُسمح لأي من عناصر حماس المحاصرين في رفح بالخروج أحياء ما لم تُستعد جثة غولدن"، وأضاف أن الجيش "لن يوافق على أيّ تسوية تتيح خروجهم دون مقابل واضح يتعلق بالجثث المحتجزة".